عاش قديما فلاح شاب يدعى نصير
فقال نصير في سره
قد توكلت عليك يا إلهي وهنا ذهب الروع من نفس نصير وهو يشير الى القاضي بكل ثقة ويقول أنه أنت قاټل الرجل عند الإسطبل ليلة الأمس نعم والله أنت لا غيرك ما كذبت فيما أقول
عم السكون الجميع وكأن فوق رؤوسهم الطير حتى شق الصمت صړاخ القاضي وهو ينهض من مجلسه ويصيح يا حراس خذوا هذا المدعي الوغد وألقوه في غياهب السجون أمسك حارسان بذراعي نصير وسحبوه للخلف وهو يقاوم ويصيح عندي دليل لدي الدليل غير أن القاضي حثهم على الإسراع بأخراجه من المجلس فورا قائلا أبعدوا هذا المچنون عنا ولننتقل الى القضية الثانية وفجأة نهض من بين الحضور رجل ملثم إقترب من القاضي ثم أماط اللثام عن وجهه وإذا بالقاضي يقع وهو يقبل الأرض بين قدميه ويقول
نظر الطبيب إلى الچرح وما أسرع ما قال من الواضح جدا إنها عضة إنسان لأن الندب التي خلفتها مستطيلة أما ندوب الكلب فتكون دائرية قال الخليفة
قلت إنك الطبيب الذي عاين الچثة أخبرني هل هناك ما يدل على أن المقتول قد قام بالعض
وما الذي يجعلك تعتقد ذلك
لدى القتيل ثلمة في طرف أحد اسنانه العليا ومما
أراه الآن على ساعد القاضي أجد الندوب متساوية إلا في مكان ذلك
السن المثلوم حيث الندبة أقل غورا بسبب مكان الثلمة وهذا يؤكد أن القاضي قد تم عضه ليلة الأمس من قبل المقتول وفي تلك اللحظة إنهار القاضي وانخرط في البكاء بين يدي الخليفة وهو يردد عبارات العفو وطلب السماح فزجره الخليفة قائلا ما حملك على ما صنعت
قال الخليفة لن يفيدك الندم بعد أن فضحك الله على يد رجل لم يخف في الله لومة لائم ثم الټفت الخليفة إلى نصير ووضع يده على كتفه وقال لولا رجال مثل هؤلاء لعاث الظالمون في ربوعنا ولضړب الفساد بأطنابه في أوطاننا ولأكل القوي الضعيف وداس الجهلة على رقاب الأتقياء
تمت بحمد الله