في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، ذهبت سيدة غنية إلى محل الجزار
اتفق على أن يقتسم ثمن ما أخذته السيدة الفقيرة مناصفة فيما بينهما.
خرجت السيدة الغنية من المحل، وركبت سيارتها، وأثناء سيرها في الشارع وجدت السيدة الفقيرة توزع اللحوم التي معها على الفقراء.
بائعة خضار تعطيها كيسا عامل نظافة قد انحنى ظهره من الإرهاق في الشمس،
أعطته كيسا وغيرهما. أخذت السيدة الغنية تبكي داخل سيارتها من تأثرها بالمشهد الحقيقي الذي أمامها وأيضا من موقف الجزار
الذي أصر على دفع ثمن ما أخذته هذه السيدة الفقيرة.
نزلت السيدة الغنية من سيارتها، وذهبت لسيدة الفقيرة،
وقالت لها لماذا توزعين اللحوم على هؤلاء الناس؟ لقد وسع الله عليك، فلما لا توسعين على أولادك؟ ردت السيدة الفقيرة وهي تبتسم أنا بالفعل قد وسعت على أولادي،
لقد أخذت كيل لحم لهم، وهذا يكفينا اليوم، لأنه لا يوجد ثلاجة في بيتنا.
ولو أخذت هذه الكمية سوف تتلف، فقلت أعطي هؤلاء المحتاجين، ورمضان كريم.
قالت السيدة الغنية بتأثر شديد الله أكرم،
هذا هو شهر رمضان.
﴿ما يَفتَحِ اللَّهُ لِلنّاسِ مِن رَحمَةٍ فَلا مُمسِكَ لَها وَما يُمسِك فَلا مُرسِلَ لَهُ مِن بَعدِهِ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾ [فاطر: ٢]