قائد طائره
عنت الفقر ألف لعڼة و لعڼة
لعنت معلمتي المحبوبة لعنت المصنع الذي سرح أبي من العمل وتركنا فقراء لعنت كيسي الأسود الذي وضعت فيه أمي منديلا من ثوبها القديم يلف قطعة خبز من ليلة أمس وحبات تمر تجاوزت الدهر لعنت صاحب الحافلة وحافلته التي لم تتسع لنا لعنت ذلك الصباح بكل ما حمله
وفجأة تذكرت مبلغ الرحلة وكيف سأخبر أبي أني لم أذهب وكيف أبرر له أن المبلغ قد ذهب مع الذاهبين كيف سأخبر أمي أن حماسي وإلحاحي و ازعاجي لها بالأمس قد اغتيل واغتصب
وانصرفت
في ذلك اليوم.. لم تشأ صورة معلمتي أن تذهب عن مخيلتي وهي تبرئ لنا ذمتها الدنيئة بمبررات واهية .. بينما حتى في عز برائتنا وصغر سننا كان جليا لنا أنها منافقة وأنها تحملنا وزر فقرنا و هندامنا البالي.. ولم أستطع نسيان عذرها الأقبح وهو أن قائد الطائرة لن يقبل استقبالنا بهيئتنا تلك لن ينمحي من ذاكرتي طعم ذاك الۏجع
عرفتم الآن من هي تلك الراكبة غير العادية
منقولة (بتصرف)