بائعه اللبن
بائعة اللبن
لم أكن على قدر عال من الجمال كنت فتاة عادية جدا أو أقل من العادية ولعلك لا تفهم أن الجمال هو مشكلة كل أنثى والحلم الوهمي الذي تسعى للوصول إليه.
عينان سوداوان وشعر أسود مجعد وأنف أطول من اللازم فم متوسط وبشرة خمرية مائلة للبياض الباهت.
كنت أحمل معها حاجيتها كل صباح لأوصلها إلى مكانها المعتاد بالسوق من ثم أتجه إلى جامعتي بثيابي البسيطة وهيئتي العادية جدا على كلا كنت مطمئنة بخصوص مسألة زواجي ف عادل جارنا يحبني ولطالما حاډث أمي بأنه ينوي أن يتقدم لخطبتي بمجرد أن يجمع مبلغا معقولا من المال يمكنه من الزواج بي.
يوما ما وبدون سابق إنذار تعرض أبي لحاډث فظيع كانت ضحيته روحه الطاهرة وبدون مقدمات تركنا أبي دون وداع أو استعداد للحياة بدونه لم تحتمل أمي الصدمة وأصيبت بالشلل التام وفجأة وجدت نفسي أمام المدفع وأصبحت العائل الوحيد لأسرتي لأمي المړيضة ولأخي الصغير و لنفسي.
قررت أن أترك الجامعة على الأقل هذا العام لكن حلما بعيدا بالتخرج كان دائما يراود أبي جعلني أتراجع عن قراري رغبة في تحقيق أمنيته بأقرب وقت وبعد تفكير طويل قررت إكمال الرحلة والبدء من حيث انتهت أمي من الغد سأجمع أنا البيض والجبن واللبن وسأذهب به إلى السوق وسأحاول جاهدة بيعه ثم الذهاب سريعا للجامعة لإكمال ما يمكن إكماله بعد يومين كنت أفترش أرض السوق وأمامي حقائب بها بعض زجاجات اللبن وقطع الجبن والقليل من البيض وبحجري كتاب عنوانه الإحصاء التطبيقي يشرد بصري بين سطوره أقرأ الكلمات ولا أعي منها شيئا وبعد دقائق كان عادل بقامته الطويلة يقف متلعثما أمامي وجهه محمر وأعصابه مشدودة أدركت أنه يريد أن يقول شيئا ما وأخيرا استجمع شجاعته قائلا علياء أنا آسف أمي رفضت زواجي منك رفضا تام قالت أنها لن تقبل أبدا أبدا أن تزوجني من بائعة اللبن قلت له في صدمة وبصوت مبحوح
وما الذي يعيب بائعة اللبن إنها تكافح من أجل أخيها