الشاب والموبيل
وانا راكب في احدى الباصات لفت انتباهي شاب في السادسة عشر من عمره وهو يتلقى مكالمة هاتفية واردة أثارة ڠضب الركاب بسبب الكلمات التي كان يتناولها في الحديث
حيث كانت نبرة صوته بالحديث مختلفة واسلوب خطابه مختلف وهو يتناول كلمات غزلية ورومنسية جدا
وهناك امرأة في المقدمة كانت تستغفر الله على هذا الجيل الصاعد الذي لا يمتلك حتى ذرة خجل او حياء
وكنت انا بجانب ذلك الشاب أحاول أن اجعله يخفض من صوته بدون جدوى وهو في قمة الراحة والسعادة حيث كان غير مباليا بما يجري حوله من نظرات إحتقارية وهمسات ساخره حتى بدأت المكالمة على وشك الإنتهاء والركاب في بالغ الصبر
وعند ختام المكالمة قال الشاب
حماكي الله يا امي يا حبيبيتي أدعي لي يا امي بالتوفيق حتى أعود بسلام وسأبوس رأسك وقدميك
ساعتها انصعق الركاب جميعا وكأنهم خجولين من سوء تفكيرهم ومن حال ابنائهم اما المرأة التي كانت تستغفرالله من قلة ادب الشاب ماكان منها الا ان اوقفت الباص وعيونها تدمع وتوجهت لتقبل رأس الشاب والاخرين ينظرون اليها وهم في قمة التوتر والدهشة من موقف الشاب العظيم فقاموا بتحيته ومدحه على ما يقوم به من بر والدته وقال له احدهم هل تعلم
انك تركت شي ثمين فتعجب الشاب ويقول وما هو فقال له لقد تركت فينا درسا عظيما مؤثرا ونادر من نوعه وهو بر الوالدين ... وقال أين نحن من هذا الشاب وأين ابنائنا ودموع الرجل تتساقط بشدة وهو يقبل رأس الشاب بشدة..
إخواني الأم نعمه فلا تخسرها وهي غير راضيه عنك وحينها ټندم برحيلها
تحياتي لكم