كنت باشترى عيش من مخبز وحلوان
يحكي شخص ويقول :
كنت باشترى عيش من مخبز وحلوان .. طلبت العيش قالولى قدامه عشر دقائق ويطلع من الفرن ..
قررت استنى وبدأت اتفرج على الحلويات اللى بيبيعها المحل ،
كانت حاجات حلوه قوى وملفته للنظر فعلا ..
دخل المحل شاب صغير حوالى ١٨ سنه كده .. للوهله الاولى شكله يدى انطباع
انه شاب مش كويس يعنى داخل بسېجاره ولابس سلسله وحظاظه وكده
صاحب المحل طلب من الشاب يطفى السېجاره فالولد اعتذر بأدب شديد
طلب الشاب نص دستة جاتوه وبدأ يختار القطع اللى عاوزها ..
كان بيختار بدقه شديده وحب وشغف.. كان واضح انه بيختار القطع اللى بيحبها ومنتظر انه يستمتع ويتلذذ بيها
دخل راجل شكله وملابسه توحى بالتواضع.. غالبا بيشتغل حارس فى احد العمارات القريبه ..
كان معاه ابنه طفل صغير حوالى ٦ سنين ..
الراجل طلب ب ٢ جنيه عيش ووقف ينتظر زيى ..
وقاله حاجه فى ودنه وهو بيشاور على الجاتوه
الاب طبطب عليه وراح سأل صاحب المحل عن السعر وبعدين رجع تانى
طبطب على ابنه
وقاله بكره اجيبلك علشان مش معانا غير فلوس العيش
علشانك انت واخوك وانتم رايحين المدرسه ..
انا والشاب الصغير (ابو سلسله ) اخدنا بالنا من الموقف ده
وبينما انا متأثر وصعبان عليا الولد وصل العيش الفينو ..
اخد الرجل وابنه العيش الاول وخرجوا
وهما لسه عند الباب لاقيت الشاب (ابو سلسله ! )
جرى وراهم وادى علبة الجاتوه كلها للطفل وأصر على ابوه
انه ياخدها ..
مفيش كلام ممكن يوصف نظرة السعاده فى عينين الطفل ولا نظرة الإمتنان والشكر فى عيون الاب ..
مش دى الحاجه الوحيده المثيره للاعجاب ؛
صاحب المحل قال للشاب اجيبلك جاتوه
غير اللى اديته للولد ؟ ..
كان رد الشاب
انه ما كانش معاه غير الفلوس اللى دفعها
بس هو ممكن يجيب فى اى وقت تانى
الله على جمالك وجمال قلبك وإيثارك الغير…
العبرة
لا تتعجل في الحكم على الآخرين من أول نظرة.. فلا فرق بين لون “الملح و السكر”لكن ستعرف الفرق بينهما بعد التجربة
ولا تتعجل في الحكم على الآخرين دون تحقق:
فقد تُنزِل رفيعاً وتَرفَع وضيعاً