قصة انا و الطبيب بقلم سارة نيل
المحتويات
تسلل لمسامعه صوت همس ضعيف..
عقد حاجبيه بعجب وأوشك أن يدلف لداخل الغرفة ليعلم ما الأمر لكنه توقف متسمرا وهو يستمع لحديث مدير المشفى المنخفض وقد بدى متوترا مرتجفا
زي ما بقولك كدا يا ماهر .. هو طلب نبدأ نديها العلاج ده .. تعرف ده معناه أيه..
ردد الطبيب ماهر بفزع
بيعجل بمۏتها يا دكتور سامي العلاج ده خطېر جدا .. علاج يدخلها في إكتئاب ويخليها متحسش بالعالم من حوليها ويوصلها بكل سهولة للإنتحار ودا إللي يقصده..
ردد الأخر بهم وحزن
وعيالي يا دكتور سامي .. أنا مش عارف أعمل أيه .. إحنا مالنا ومال إنتقامهم وليه يدخلنا في الحړب دي..
قال الطبيب سامي بحسم وأعين شاردة
هنفذ يا دكتور ماهر .. من الصبح تنفذ..
هرع قيس يبتعد عن الغرفة بأعين متوسعة وهو لا يصدق ما سمع ألهذه الدرجة يصل الأمر!
يجب أن ينقذها..
سار مسرعا تجاه غرفتها فتلك المشفى أصبحت تشكل خطړا عليها الټفت بحذر قبل أن يلوى مفتاح الغرفة يفتحها بهدوء دون إصدار صوت وفور أن فتح الباب وقف مستمرا ليتوارى سريعا وهو يرى آخر شيء توقعه على الإطلاق..
يتبع..
ضرمت النيران بقلبه وهو يراها بأحضان رجل يبدو بمقتبل عقده الثالث تحتضنه بقوة وتشبث وهو يضمها بشدة مطبقا ذراعيه من حولها..
ران على قلبه الألم واحتدت نظراته وهذا الشعور ينهش يقلبه دون رحمة قبض على كفيه بشدة حتى أبيضت مفاصله وهو يستنكر هذه المشاعر التي أخذت في النمو والترعرع داخل قلبه..
شخص يتسلل للمشفى حتى غرفتها .. وردة فعلها تجاهه عكس السكون الذي تنتهجه..
إذا هي بخير!!
توسعت أعينه عند هذا الهاجس فهل من الممكن أن تكون بخير ومن هذا الشخص المجهول!!
لكن هذا لا يغير من أنها معرضة للخطړ..
توارى ووقف في أحد الزوايا المخفية عندما رأى هذا الشخص يتحرك للخارج متنكر بزي ممرض وقناع طبي..
جلس خلف مكتبه مستندا على سطحه بذراعيه ليغرق في التفكير العميق حتى ألمه رأسه رفع أصابعه وأخذ يمسد رأسه بإرهاق ليغفو جالسا بعقل تائه...
______بقلمسارة نيل______
بغرفة قدر جلست فوق فراشها وبين يديها هذا الدفتر الذي دسه هذا الطبيب المختلف إليها ابتسمت بشرود لتتفتح ملامحها الجميلة رغم ذبولها أخذت القلم بين أصابعها تتحسسه بسعادة ثم شرعت تفتحه ونقشت تكتب في الصفحة الأولى بخط متوسط وأعينها تضوي هذه المرة ببريق السعادة..
تنهدت براحة ليغرق عقلها في هذه الذكرى التي كانت البداية لكل شيء اليوم الذي تغيرت عنده حياتها وأصبحت تكتسي بالسواد..
في بلدة متواضعة يميزها طيبة قلوب ساكنيها ومع بدء أول خيط للصباح والشمس لم تخرج بعد على حافة الشروق انتشر الرجال عائدون من صلاة الفجر واستقيظت النساء والفتيات من ثباتهم بعد ليلة هادئة انتهت بنوم عميق باكر..
ضجت المنازل بالحيوية وانتشرت رائحة طعام الأفطار الشهي..
وفي هذا المنزل المتوسط الذي يعمه السکينة والود..
توقفت قدر تتخصر بتذمر أمام باب المطبخ ثم هتفت بإمتعاض
أنا مش عارفة أيه السر العجيب في أنكم تعملوا فطار يوم الجمعة فطير..
الناس تفطر على حاجة خفيفة كدا على معدتها وإحنا يا عيني نصدمها بفطير مشلتت بالقشطة..
لوت السيدة حليمة والدة قدر فمها بتحسر ثم أردفت
أو ممكن مثلا بلاش الفطير علشان عندي بنت مش عايزه تكلف نفسها وتساعد قبال أمها.!
وعلى أساس معدتك المسكينة مش هي إللي بتلهف الفطير بتاع الصبح ده..
أبوك وأخواتك وأنت بتحبيه وبطلي لماضة وأيدك معايا علشان نطيبه..
ارتفعت ضحكات قدر في المنزل ودلفت تحتضن والدتها بشغف وتقبلها وهي تقول
عيبك أنك فهماني صح يا ست قلبي..
يلا أوريك شطارة قدر يكش يطمر في الجحشين رائف ورائد عيالك الطفسين..
وبمجرد انتهاءها من سبها حتى دلف المطبخ شابان في السادسة والعشرون من عمرهم يكبروا قدر بخمس سنوات هرعوا نحوها لتبدأ معركتهم الصباحية وصاح رائد بعنفوان
جحش لما يطيرك يا قدر بني غبش على حياتنا..
بينما قال رائف وهو يضربها على رأسها من الخلف بخفة
الناس تقوم الصبح تقول أصبحنا وأصبح الملك لله وأنت من الصبح جارة شكلنا كدا..
خليك شاهدة يا حليمة على بنتك..
وكعادة كل صباح خرجت صړخة من حلق حليمة لفض تلك المعركة بينما تجذب مغرفة الطعام الثقيلة ليسرع ثلاثتهم هارعين لغرفهم بحماية..
أخذ يقول رائف بصوت مرتفع بمكر
ما أنا قولتلك يا سي رائف بلاش شيبسي بالطماطم ولا مولتو إللي جبناهم بليل وإحنا راجعين دول خسارة فيها يا عم..
أيده رائد بمكره بينما يجذب شيء ما من الحقيبة البلاستيكية التي تجاوره وقال
عندك حق يا رائف .. يلا حلال علينا الشيبسيات والمولتو ده...
ولم يكمل
متابعة القراءة