مدينه العميان

موقع أيام نيوز

يعود منا ولا يرجع أبدا كما كان !!! 
حك الوزير لحيته وقال أعترف أني لم أفهم شيئا فما علاقة ذلك بسعيد قال الرجل إبني عاش في بلدة بعيدة ولانغلاقها الشديد أطلق عليها الناس قرية العميان وأحد الأيام ذهب للمدينة وأصبح من حرس الباي ونسيني أنا وأمه وصار يخجل منا وفي أحد الأيام رآني أمام القصر فأطردني كالكلب لكي لا يراه أحد معي !!!لقد إنفتحت عينيه ولن يملئهما اليوم شيئ لا مال ولا جاه !!! فهم الوزير الحكاية وأسرع للبايوقص علىه ما سمعه فلم يصدق أذنيه وأمر أن يسجلوا كل ما يملكه رئيس الحرس وحين رأى ما في الورقة قال بدهشة والله أبوه معه حق فليس أشد جشعا من عين تبصر بعدما كانت في عماء .
حجز الباي على ما عنده من عقارات وخلعه من منصبه ثم استدعاه أمامه وصاح في وجهه كيف تخجل من فقر أبيكوتطرده إن لم يجد فيك خيرا فهل سأجده أنا أو ابنتي والله لو كنت أعلم أن ذلك الشيخ أبوك لأكرمته في قصري نظر سعيد إلى صفية لتقول شيئا لكنها كانت حزينة
وأشاحت عنه بوجهها أ درك الفتى أن كل شيئ قد انتهى فخرج يجر أذيال الخيبة كما جاء أول مرة لكن وجد أباه في انتظاره وقال له هيا نرجع يا إبني إلى قريتنا أليس هناك أفضل على الأقل لا نرى ولا نطمع في رزق غيرنا كما فعلت !!! واعلم أن الإنسان سيئ بطبعه ونفسه أمارة بالسوء لقد عشت حياتي ولم أسمع أحدا يسب أو يسرق أو ېكذب لأن العمى علمنا القناعة 
بكى سعيد وعانق أباه وقال له لقد تعلمت درسا لن أنساه !!! لكني أحب صفية بصدق ولا أقدر أن أرجع معك سأبقى هنا وأشتغل بجد ولن أمد يدي للمال الحړام .فتح الولد دكانا مع أبيه في السوق لصناعة الجلد واكترى منزلا وأحضر أمه وإخوته واشتغل الجميع بجد وبعد أشهر كبرت تجارته وأصبح الناس يأتونه من بعيد لدقة صنعته وأمانته . أحد الأيام نزلت صفية للسوق لشراء حقيبة من الجلد وبدأت تمشي وتتفرج .فلفت إنتبابها دكان كبير لم تره من قبل ولما دخلت رأت البائع يقبل رأس أبيه فأعجبها أدبه زيادة على جودة البضاعة .
أجابته قد يكون العمى أرحم من البصر وقد نجد في الظلام قناعة أنفسنا قال الباي بدهشة من علمك هذه الحكمة أجابته قرية العميان ...
النهاية

تم نسخ الرابط