في احدى القرى ولد طفل غريب برقبة طويلة
عندما الټفت الرجل إلى خوخا كان وجهه يعكس ملامح هادئة ومليئة بالحكمة على عكس ما كان يتوقع خوخا من مظهره الطويل الغريب. نظر الرجل إلى خوخا بابتسامة دافئة وأشار له بالاقتراب دون خوف. تجمد خوخا للحظة ثم دبت في نفسه شجاعة غير متوقعة واقترب بحذر.
قال الرجل بنبرة عميقة ومطمئنة أهلا بك يا خوخا كنت في
انتظارك.
اندهش خوخا إذ كيف عرف هذا الرجل اسمه ولماذا كان ينتظره
سأله خوخا بارتباك لكن لماذا أنا لماذا ولدت بهذا الشكل الغريب ولماذا يعاملني الجميع وكأني لعڼة
أجاب الرجل لا يهم الشكل الذي ولدت به بل ما تستطيع فعله بما منحك الله. لقد اخترت هذه الحياة لتتعلم منها وتفهم معانيها العميقة. ليس كل من ولد مختلفا قدرا بل قد يكون قوة خفية لا يدركها سوى القليل.
لمعت عينا خوخا بالحيرة والأمل في آن واحد. سأل الرجل هل يعني هذا أنني أستطيع الهروب من هذا العالم
أومأ الرجل برأسه نعم يمكنك ذلك لكن الأمر يعود إليك. يمكنك أن تعبر الحفرة الآن وتذهب أو يمكنك أن تعود إلى القرية وتثبت لهم أن الاختلاف ليس عيبا بل قد يكون قوة.
تردد خوخا ثم نظر إلى القرية من بعيد وتذكر كل الألم والرفض. لكنه شعر أيضا بشعور جديد ينمو داخله رغبة في تغيير تلك النظرة القاسېة التي يحملها الناس عنه وعن من يشبهونه.
وبعد لحظات من التفكير قال للرجل سأعود إلى القرية. أريد أن أغير تلك النظرة وأظهر لهم أني أستحق الحب والاحترام مثل أي شخص آخر.
ابتسم الرجل برضا وقال إذا امض بثقة وسأكون دائما هنا إذا احتجت إلي. ثم تلاشى مع الضوء الذي كان يسطع من الحفرة.
عاد خوخا إلى القرية عازما على تغيير حياته وقد أدرك أنه ليس ملعۏنا بل مختارا ليكون رمزا للتقبل والصمود.