مدينة النحاس
المحتويات
مدينة_النحاس
مدينة النحاس بنتها الجن لسليمان بن داوود عليهما السلام في فيافي الأندلس
بالغرب الإسلامي حاليا إسبانيا والبرتغال قريبا من بحر الظلمات.
وقد بلغ خبرها إلى عبد الملك بن مروان الذي كتب إلى عامله بالمغرب
إنه قد بلغني خبر مدينة النحاس التي بنتها الجن لسليمان بن داوود عليهما السلام فاذهب إليها واكتب إلي بما تعاينه فيها من العجائب وعجل إلي بالجواب سريعا إن شاء الله تعالى.
خرج في عسكر كثيف وعدة كثيرة وخرج معه الأدلاء يدلونه
على تلك المدينة فسار على غير طريق مسلوك مدة أربعين يوما حتى أشرف على أرض واسعة كثيرة المياه والعيون والأشجار والوحوش والأطيار والحشائش والأزهار.
وبدا لهم سور مدينة النحاس كأن أيدي المخلوقين لم تصنعها
وينظر هل يرى لها بابا أو يشاهد حولها أحدا من الناس
فسار ذلك القائد وغاب عن الأمير ستة أيام فلما كان في اليوم السابع جاء ذلك القائد مع أصحابه وذكر أنه سار حول المدينة ستة أيام فلم يشاهد حولها من الآدميين أحدا ولم يجد للمدينة بابا فقال موسى بن نصير كيف السبيل إلى معرفة ما في هذه المدينة! .
حتى غلبهم الماء فعلموا أنه لا سبيل إلى دخولها من سورها.
فقال المهندسون نبني إلى زاوية من زوايا أبراج المدينة بنيانا حتى نشرف على المدينة.
فقطعوا الصخر وأحرقوا الجص والنورة وبنوا إلى جانب المدينة في زاوية برج من أبراجها بنيانا مقدار ثلاثمائة ذراع حتى عجزوا عن رفع الحجارة وقد
من الأخشاب بنيانا فاتخذوا بنيانا من الأخشاب على ذلك البنيان الذي من
الحجارة حتى وصلوا مائة وسبعين ذراعا ثم اتخذوا سلما عظيما ورفعوه بالحبال على ذلك البنيان حتى أسندوه إلى أعلى السور.
ثم ندب موسى بن نصير مناديا ينادي في الناس أن من صعد إلى أعلى سور
فأمر موسى بن نصير بأن تسلم إليه فقبضها وأودعها.
وقال إن سلمت فهي أجرتي وأنا أقبضها وإن هلكت فتسلم لورثتي ثم صعد
حتى علا فوق السلم على سور المدينة فلما علا وأشرف على المدينة
ضحك وصفق بيديه وألقى نفسه إلى داخل المدينة.
فسمعوا ضجة عظيمة وأصواتا هائلة ففزعوا واشتد خوفهم وتمادت
ذلك الرجل من كل جانب من العسكر فلم يجبهم أحد ..!!
فلما يأسوا منه ندب أيضا الأمير موسى بن نصير
متابعة القراءة