مدينة النحاس
المحتويات
مناديا فنادى
في الناس وقال أمر الأمير أن من ذهب وصعد إلى أعلى السور أعطيته ألف دينار فبرز رجل آخر من الشجعان
وقال أنا أصعد إلى أعلى السور فأمر الأمير أن يعطى ألف دينار
فقبضها وعمل فيها كما عمل الذي تقدمه ووصاه الأمير وقال له
لا تفعل كما فعل فلان وأخبرنا بما تراه ولا تنزل إليهم وتترك
أصحابك فعاهدهم على ذلك فلما صعد وأشرف على المدينة ضحك
فلم يلتفت إليهم وذهب فسمعوا أيضا أصواتا عظيمة ثلاثة أيام ولياليها ثم سكنت.
فقال موسى بن نصير أنذهب من هاهنا ولم نعلم بشيء من علم
هذه المدينة وبماذا أكتب وأجاوب أمير المؤمنين
وقال من صعد أعطيته ديتين فانتدب رجل من الشجعان وقال أنا أصعد فشدوا
إلى المدينة فامنعوني ففعلوا ذلك وصعد الرجل فلما أشرف على المدينة
ضحك وألقى نفسه فجروه بذلك الحبل والرجل يجر من داخل المدينة
حتى انقطع جسد الرجل نصفين ووقع نصفه من محزمه مع فخذيه وساقيه وذهب نصفه الآخر إلى داخل المدينة وكثر الصياح والضجيج في المدينة.
جن يأخذوا كل من طلع على المدينة .
وأمر عسكره بالرحيل وسار خلف المدينة فرسخا أو نحوه فرأى ألوحا من
الرخام الأبيض فيها كتابة بالحميرية كل لوح مقدار عشرين ذراعا
فيها أسماء الملوك والأنبياء والتابعين والفراعنة والأكاسرة والجبابرة
وكان معه من العلماء من يقرأ تلك اللغة فنسخوا ما على تلك
الألواح ثم رأوا على بعد صورة من نحاس فذهبوا إليها فوجدوا
الصورة على صورة رجل في يده لوح من نحاس وفي اللوح مكتوب ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا
الأشجار والنبات والماء فكيف يهلك الناس فيها
وأمر جماعة من عبيده فدخلوا تلك الأرض حتى وصلوا الى ناحية الشرق
فلما وصلوا الى الشجر رأوا بحيرة كبيرة كثيرة الطير وهي كثيرة الأمواج وإذا رجل قائم فوق الماء فناديناه من أنت فقال أنا رجل من الجن
كان سليمان بن داود حبس ولدي في هذه البحيرة فأتيته لأنظر ما حاله.
قال سمعت صوتا فظننته صوت رجل يأتي هذه البحيرة
في كل عام مرة فهذا أوان مجيئه فيصلي على شاطئها أياما ويهلل الله ويمجده.
قلنا فمن تظنه قال أظنه الخضر عليه السلام ثم غاب عنا فلم ندر أين أخذ.
فأمر موسى أن ينزلوا حولها ويبيتوا فنزلوا وأمر الغواصين فغاصوا
في البحيرة فاخرجوا جبابا من النحاس عليها
متابعة القراءة